المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط
1 ـ الحرص التام على غرس العقيدة الصحيحة، وتثبيت دعائمها وتعهدها دائما في نفوس الأفراد والمجتمعات:
فالانحراف السلوكي إنما هو ناتج عن خلل في العقيدة، والسلوك ـ في الغالب ـ ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر وما يدين به من دين، ويعتقده من معتد، والعقيدة الصحيحة ـ بإذن الله ـ صمام أمان، وحماية لمعتنقيها من الزلل والانحراف، وهذه مسؤولية أهل العلم والدعوة على وجه الخصوص.
2 ـ استشعار أهمية الموضوع، وإعطاؤه حقه من العناية والبحث والعلاج:
فهذا الموضوع في ـ الحقيقة ـ لم يعط حقه تاما، بالرغم من تفشيه وانتشاره، وقد تسوغ بعضهم ترك الحديث عنه؛ بحجة أن النفوس تشمئز منه وتنفر من ذكره، ولا شك أن هذا خطأ وخلل، فطالما أن هذا الأمر قد وقع وانتشر واستشرى ـ فالواجب صده، والوقوف أمامه، والحد من انتشاره، وتبيان خطره وضرره، فهذا القرآن الكريم يذكر الله ـ عز وجل ـ فيه مقالات اليهود والنصارى بالرغم من شناعتها وبشاعتها، حتى تستبين سبيلهم ويحذر أهل الإيمان منهم ومن صنيعهم، ولم يكن بشاعة قولهم مسوغا لترك الحديث عنهم.