أول من ابتدع هذا العمل القبيح ـ هم قوم لوط ـ عليه السلام ـ قال ـ تعالى ـ: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} .
[الأعراف: 80] . قال السفاريني ـ رحمه الله تعالى ـ:"وأما أول من ابتدعه فقوم لوط ـ قبحهم الله ـ يروى أن أهل المؤتفكات كانوا من أجمل الناس، وكانوا أهل كرم وعطاء، فأصابهم القحط، فجاءهم إبليس اللعين وقال: إنما أصابكم ذلك لكرمكم أو نحو ذلك، فقالوا له كيف السبيل إلى المنع؟ قال: اجعلوا السنة ـ أي العادة ـ بينكم إذا دخل رجل إلى بلدكم غريب ـ سلبتموه، ونكحتموه في دبره، فإذا فعلتم ذلك ـ لم تقحطوا، فعزموا على ذلك، وخرجوا إلى ظاهر البلد يطلبون من يفجرون به، فتمثل لهم إبليس اللعين في صورة غلام أمرد حسن ففجروا كما علمهم، فطاب لهم ذلك، حتى صار عادة لهم في كل غريب، ثم فشا فنفذ إلى أهل البلد أيضا، فظهر ذلك فيهم من غير إنكار، ولا انتقام.
فأرسل الله ـ سبحانه ـ إليهم لوطا ـ عليه السلام ـ وكان أكبر المدن سدوم، وأسماء بقيتها: صاصورا، وصابورا، ودوسة، وعامورا.
فعلمنا أن من فعل الفاحشة ـ فسلفة فيها إبليس وقوم لوط.
قلت: ـ ولا يزال الكلام للسفاريني ـ: ورأيت في بعض التواريخ أن إبليس لما أهبط لاط بنفسه فعلى هذا هو أول لائط وملوط به" 1