ابن محمد، أنبأنا أبو العباس الهروي وإبراهيم بن محمد الحسن، قال: أخبرنا أبو عامر الدمشقي، أنبأنا الوليد بن مسلم، أخبرني هشام بن الغار وسليمان بن مسلم وغيره، عن مكحول، عن عائشة -رضي الله عنها-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: "يا عائشة أية ليلة هي؟.

قالت: الله ورسوله أعلم، فقال: ليلة النصف من شعبان، فيها ترفع أعمال الناس، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب، فهل أنت أذنت لي الليلة؟ قالت: قلت: نعم، فصلى فخفف القيام وقرأ الحمد وسورة خفيفة، ثم سجد إلى شطر الليل، ثم قام في الركعة الثانية، فقرأ فيها نحوًا من قراءة الأولى، فكان سجوده إلى الفجر.

قالت عائشة رضي الله عنها: أنظره حتى ظننت أن الله تعالى قد قبض روح رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فلما طال علي دنوت منه حتى مسست أخمص قدميه، فتحرك فسمعته يقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، جل وجهك لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

قلت: يا رسول الله قد سمعتك تذكر في سجودك الليلة شيئًا ما سمعتك تذكره قط، قال -صلى الله عليه وسلم-: وعلمت ذلك؟ قلت: نعم، قال -صلى الله عليه وسلم-: تعلميهن وعلميهن، فإن جبريل عليه السلام أمرني أن أذكرهن في السجود".

وأخبرني أبو النصر عن والده، قال: أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا إسحاق بن أحمد الفارسي، أنبأنا أحمد بن الصباح بن أبي شريح، أنبأنا يزيد بن هارون، حدثنا الحجاج بن أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "فقدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فخرجت فإذا هو بالبقيع رافعًا رأسه إلى السماء، فقال لي: أكنت تخافين أن يحيف الله ورسوله عليك؟ فقلت له: يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب".

وعن عكرمة مولى ابن عباس ر حمه الله ورضي الله عنهما في قوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان: 4] قال: "هي ليلة النصف من شعبان، يدبر الله تعالى أمر السنة، وينسخ الأحياء من الأموات، ويكتب حاج بيت الله، فلا يزيد فيهم أحد ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015