أبا علي الحسين بن محمد الطرسوسي سمعت أبا بكر العابد بالمصيصة يقول: ((هذه الأعمار رؤوس أموال يعطيها الله العباد فيتجرون فيها فمن رابحٍ فيها وخاسرٍ، وأنا قد أعطيت منها رأس مالٍ كبير، فليت شعري أرابحٌ أنا أم خاسر؟ والله ما أتكل إلا على سعة رحمة الله العفو الغفور)) .
قال أبو الأصبغ: وقد قلت في هذا:
أرى عمر الأنام كمال تجرٍ ... سعوا فيه لربحٍ أو خساره
فمنهم من يروح بغير ربحٍ ... ومنهم من له فضل التجاره
36- أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز اللخمي، رحمه الله، يعرف بابن المرخي: أصله من إشبيلية وسكن قرطبة وكان يفهم علم الحديث ويحسن الضبط وروى كثيراً وقيد واتقن واختص بأبي علي الجياني وأكثر عنه، وأخذ عن الأعلم وأبي مروان ابن سراج وأبي بكر المصحفي وغيرهم وله حظ جيد من الأدب والخبر وكان الجياني يثني عليه ويقدمه.
حدثني الوزير أبو العلا ابن زهر أن الجياني حضه عل صحبته وتصحيح الحديث عليه وعلى أبي بكر ابن مفوز قال؛ وقال لي: ليس من هنا إلى مكة في هذا الباب مثلهما.