أبو بكر ابن زرب كلاماً في جانبه ساءه فبلغ به الضجر منه إلى أن شق جيبه غيظاً ثم تمثل:
لبستم ثياب الخز لما كفيتم ... ومن قبل لا تدرون من فتح القرى
وقوفاً بأطراف الفجاج وخيلنا ... تساقى كؤوس الموت تدعس بالقنا
فلما أكلتم فيئنا بسلاحنا ... تحدث مكفي بعيب الذي كفى
97- يوسف بن موسى الكلبي المتكلم النحوي أبو الحجاج الضرير: كان من المشتغلين بعلم الكلام على مذهب الأشعرية ونظار أهل السنة، عارفاً بالنحو والأدب وله في ذلك تصانيف مشهورة، وسكن بلدنا مدةً وتردد بالأندلس والمغرب، وكان آخر المشتغلين بعلم الكلام بالمغرب.
قرأت عليه أرجوزته الصغرى التي ألف في الاعتقادات وحدثني [بالكبرى] وبكتاب التجريد لأبي بكر المرادي [وأجازني أرجوزته الكبرى وجميع تواليفه ورواياته منها تآليف الفقيه أبي بكر المرادي] شيخه وعنه كان أكثر أخذه ومن ذلك كتاب فقه اللغة للثعالبي، أخبرني به عن المرادي عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن محمد التميمي القزديري عن أبي بكر محمد بن علي بن الحسن بن عبد البر التميمي عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري عن أبي منصور الثعالبي؛ أنشدني، رحمه الله، قال: أنشدني أبو بكر المرادي لنفسه في الحجة على إثبات القدر: