بمنه، وجعل لي من نفسه حظاً ودولاً كثيرة. ثم رجعت إليه بعد رحلتي من شرق الأندلس، سنة ثمان فوجدته مريضاً مرضه الذي توفي منه، رحمه الله، وكانت وفاته بعد فراقي إياه بأيام وذلك يوم الاثنين لست بقين لجمادى الآخرة من السنة المذكورة.
فمما أخذته عنه قراءةً وسماعاً كتاب غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي سمعت جميعه عليه بقراءة شيخنا الأستاذ أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري وقد تقدم ذكره وسندي فيه في باب المحمدين.
وقرأت عليه جميع كتاب الدلائل لأبي محمد قاسم بن ثابت السرقسطي وعارضته بكتابه، حدثني به عن أبيه والفقيه أبي عبد الله ابن عتاب، رحمهما الله، قالا؛ حدثنا القاضي أبو الوليد يونس بن مغيث عن أبي الفضل عباس بن عمرو عن ثابت بن قاسم بن ثابت عن جده ثابت قراءة وعن أبيه قاسم إجازة وكان ثابت وابنه قاسم اشتركا في التأليف وكانت رحلتهما وسماعهما واحداً، فمات قاسم قبل أبيه بمدة. ولم يدركه ابنه في السماع منه وأدرك السماع من جده فهو له من جده سماعاً ومن أبيه إجازة.