عبيد الله الحضرمي وغلب عليه الأدب في شبيبته وأجاد نظم الكلام والشعر ثم عطف على الفقه والحديث، فسمع بالأندلس من أبي بكر ابن صاحب الأحباس وأبي محمد بن أبي قحافة وأبي عبد الله ابن المرابط وابن نعمة القروي وغانم الأديب ومحمد بن حارث النحوي ثم من أبي علي الجياني أخيراً.

وله رحلة إلى الشرق قديمة سنة تسع وستين لقي فيها بقية رجال أفريقية وتفقه معهم في الفقه والأصول: أبا عبد الله ابن معاذ وأبا محمد عبد الحميد الصائغ وابن القديم، وصحب بمصر الواعظ أبا الفضل الجوهري وبمكة أبا عبد الله الجاحظ المري وأبا عبد الله الطبري وأخذ عنهم درس هناك علم الاعتقاد والأصول وحصل علماً جماً وتقدم في علم الحديث وأحسن التقييد والضبط، وتصدر ببلده غرناطة للفتيا والتدريس والإسماع والتفسير وانتفع به الناس وأخذوا عنه كثيراً وكان شيخهم المقدم وكف آخراً بصره؛ وتوفي، رحمه الله، بها ليلة الجمعة لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

لقيته بسبتة عند قدومه على أمير المسلمين، أيده الله وبقرطبة أيضاً وفاوضته كثيراً، وسمعت من لفظه فوائد، رحمة الله عليه، سمعته يقول؛ سمعت أبا عبد الله ابن معاذ الفقيه يقول:

سحنون اسم طائر حديد فسمي بذلك سحنون الفقيه لحدته في المسائل.

وبلغني عنه ولم أسمعه منه أنه قال: كررت البخاري سبعمائة مرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015