وواظب على ذلك. ورحل إليه الناس في القراءة والنحو والرواية، وتقدم للصلاة بجامع غرناطة والإقراء به والخطبة فيه إلى أن توفي، رحمه الله، ليلة الاثنين الثالث عشر من شهر محرم سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. مولده بغرناطة في شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وكان مع تصدره وتقدمه لا يقطع الطلب والسماع والرحلة، سمع معنا على الشيوخ وكان يقرأ على المقرئين ما فاته من روايات وهو مقرئ متصدر وكان يقرض الشعر ويجيده.
لقيته بقرطبة سنة سبعٍ وخمسمائة وقرأت عليه جميع كتاب أدب الكتاب لأبي محمد ابن قتيبة وعارضته بكتابه وحدثني به عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي عن أبيه عن أبي عمر أحمد بن أبي الحباب وأبي القاسم خلف بن عمرون يلقب بنفيل.
قال وحدثني به أبو عبد الله محمد بن حارث السرقسطي عن أبي عمر أحمد بن صارم عن أبي نصر هارون بن موسى قال؛ وحدثني أبو مروان ابن سراج إجازة وقرأته على أبي الوليد مالك بن عبد الله العتبي حدثني به عنه وعن عبد الملك بن زيادة الله الطبني قالا: حدثنا أبو القاسم ابن الإفليلي عن أبي بكر الزبيدي كلهم عن أبي علي البغدادي عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة عن أبيه مؤلفه وقد سمعت أنا كتاب أدب الكتاب أيضاً على الفقيه أبي عبد الله ابن عيسى إلا ما فاتني منه فأجازنيه حدثنا به عن أبي مروان ابن سراج بسنده المتقدم.
وحدثني أيضاً بكتاب أدب الكتاب المذكور وعارضته بكتاب الفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن جعفر عن القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل عن الشيخ أبي القاسم محمد بن عبد الرحمن العثماني عن أبي عمر ابن الحباب قال أبو الأصبغ؛ وحدثني