74- عبد المجيد بن عبدون الفهري اليابري: الوزير الكاتب أبو محمد: بقية مشايخ الكتاب الأدباء العلماء وأحد الأفراد من فحول الشعراء المقدمين عند الملوك والرؤساء، سمع عمه وعاصماً النحوي وأبا مروان ابن سراج وابنه، وكان أحد رؤساء الأدب القائمين بعلم العرب الحافظين للخبر ومعاني الشعر واللغات، قرأ الناس عليه كثيراً وحملوا عنه كتب الغريب والآداب وغير ذلك، وكتب أخيراً لأمير المسلمين علي، أيده الله، ثم انصرف زائراً لبلده فتوفي بها سنة سبع وعشرين وخمسمائة عن سن عالية.
لقيته بسبتة [في انصرافه ذلك وأقسم لي أنه ما قصد سبتة إلا للقائي والاجتماع بي وساءلني عن أشياء في نفسه] وذاكرته في شيء وسمعت عليه قصيدته الرائية في الرثاء المشهورة المتضمنة من علم الحدثان ومهالك الأعيان ما يعجز عن حسن وصفه اللسان وأولها:
الدهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور
وسمعت عليه كثيراً من كتابه في نصرة أبي عبيد في الشرح أو جميعه،