الشبَّابات، والطار، والمعازف، والأوتار فحرام ... )) (?).
قال شيخنا الإمام ابن باز رحمه اللَّه على كلام القرطبي هذا: ((وهذا الذي قاله القرطبي كلام حسن، وبه تجتمع الآثار الواردة في هذا الباب، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: ((دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر - رضي الله عنه -، فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((دعهما))، فلما غفل غمزتهما فخرجتا (?)، وفي رواية لمسلم: ((فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا)) (?)، وفي رواية له أخرى: فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد)) (?)، وفي بعض رواياته أيضاً: ((جاريتان تلعبان بدف)) (?)، فهذا الحديث الجليل يستفاد منه أن كراهة الغناء وإنكاره، وتسميته مزمار الشيطان، أمر معروف مستقر عند الصحابة - رضي الله عنهم -؛ ولهذا أنكر الصديق على عائشة غناء الجاريتين عندها، وسمّاه مزمار الشيطان، ولم ينكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك التسمية، ولم يقل له: إن الغناء والدف