انظر إلى غصن لوته الصبا ... وقد غدا من زهره في حلى
كأنه جيد على قامة ... من عقده بالدر قد كللا
ولفق منهما ما استحق به اسم شاعر.
وتذاكرت في شأن هذا الرجل مع بعض أهل بلده، فلم يعجبه ما وصفته به من عدم غوص الفكرة والنهوض إلى الطبقة العالية ذات الإعراب والإبداع. فجاءني بعد أيام وقال: ما تقول أيضاً فيمن يصدر عنه مثل هذا:
أقول لآمرةٍ بالخضاب ... تحاول رد الشباب النضير
أليس المشيب نذير الإله ... ومن ذا يسود وجه النذير
فقلت: لعمري لقد أغرب لو لم يكن اهتذم ذلك من قول أبي أحمد النهرجوري:
وقائلةٍ تخضب فالغواني ... قعود عن مصاحبة الكهول
فقلت لها المشيب رسول ربي ... ولست مسوِّداً وجه الرسول