وعهدي بالجلال بن الصفار الدنيسري يرتاح إذا أنشد قوله:
وفي الوجنات ما في الروض لكن ... لرائق زهرها معنى عجيب
وأعجب ما التعجب منه أني ... أرى البستان يحمله قضيب
وأنشدني قوله:
لاموا علي صبوتي والشيب مبتسمٌ ... كالزهر يبدي ابتهاجهاً في خمائله
فقلت والوجد يطويني وينشرني ... أواخر اليوم أحلى من أوائله
لم أترك الأنس حيناً من أحانيه ... فكيف أغفل عنه في أصائله
فلم أبد له ما يعهده من الارتياح إذا أغرب علي بمعنى. فسأل عن سبب ذلك. فقلت له: لأني قلت، ولم أسمعه:
وقائلةٍ أراك على التصابي ... وغصن العمر دب به الذبول
وهذا الشيب أنجمه أنارت ... وطالعها لصاحبها أفول
فقلت لها ودمع العين مني ... على تلك النجوم له مسيل
أصيل العمر أتركه ضياعاً ... إذ الأوقات أطيبها الأصيل