قسطنينية جد له مطايا كثيرة للبناء، فقال: إذا كان يخرج بهذه المطايا إلى مثل هذا الموقف فكيف يكون في مستقره، والله لئن ظفرت به لأقلعن خصاه.
قال الشقندي: فكان من ظرفه إذا انتشى تذكر قول الميورقي وجعل يصيح: بينا يا ربنا! فلما كان في سنة عزله ووفاته، ولى تلمسان أبو عمران، ابن عمه أبي يعقوب، وخرج إلى الميورقي، وقد جاء إلى جهات تلمسان، فكان وقعة تاهرت التي قتل فيها السيد.
ومما يعد من محاسنه حمايته لأصحابه وخدامه ومن انقطع إليه. وكان لا يسمع فيهم قول ساع ويقول: إن الواحد منهم يخدمنا في الرخاء، ويصحبنا في الشدة، حين لا نرى أحداً ولا نجد لأمر يعن لنا، فإذا عاد الله بالخير وأسهمناهم فيه حسدوا ويسعى بهم.
وقد ظهر من حكمه عن عمارة الشاعر البجائي، حين هجاه وحصل في يده، ما هو مذكور مخلد.