وإلى روايته الحديث المنتهى … بعلو إسناد صحيح وأرضها
رأس الأسانيد في القراءة والأدى … فأزاح عن خطأ الأعاجم بنصها
سهل الدماثة لا يمل حديثه … حقا وصدقا في مآثر ترضها
لله من قرم تخيره هدى … حتى تبينت المعالم ربضها
فاتته من مولاه صحبة وفده … ليقيم سنته بهم فترضها
حتى إذا بلغ الحجيج محله … وترعرعت همهم الرجوع ووخضها
ألمت نفوس العالمين بفقده … من مصر في صفر بطفقش رمضها
طوبى له من صالح متقبل … اعتاض أفراس السلامة ركضها
إن الحياة سئيمة من بعده … لولا خلائفه العيون أبضها
تسقى وتروى من أعاذبة الصفا … أهل التعطش في أجادب مضها
والله خير للجميع وأجره … للصابرين فنعم ما هو نصها
انتهت
ولما مات السيد عبد الله بن الشيخ سيدي عبد الرحمن التلاني مع السيد عمر بن عبد الرحمن التنلاني المهداوي بطريق أولف رثاهما السيد عبد الرحمن بن إدريس بن عمر التنلاني فقال:
ألا في سبيل الله مما اصابنا … من الهم والأحزان والضيق والنكر
لقد غمرتنا الحادثات ببؤسها … وحلت بنا الرزايا من حيث لا ندري
فيا لتنيلان أصيب وحيدها … وسيدها المرجو للنفع والخير
أبو حفصها حليمها وفقيهها … وعالمها المرتدي بردا الفخر
وقد خصه المولى بكل فضيلة … ومحمدة من غير زهو ولا كبر
ولما أتانا نعيه ذهبت منا … العقول وصرنا طافحين بلا خمر