شرفا ما اقتنى مثله أحد وما كسب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مدخرة ليوم لا ينفع فيه مال ولا خل ولا حسب، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أفضل من دعا إلى الله وندب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته صلاة وسلاما نحوز بهما أحسن القرب.

وبعد: فالسند في العلم خصيصة لهذه الأمة، وسنة من السنن الماضية، وخصلة من الدين شريفة سامية، والاقتداء بأهله مطلوب، واقتفاء آثارهم مندوب، وكان ممن اشتغل بالعلم وتحصيله وقراءته وإقرائه الفقيه الأجل، الأديب الأنجل، السيد عبد الرحمن بن السيد عمر، الذي هو للخيرات مقر، وقد طلب مني أن أجيزه في ما أخذه عنى فحملني من ذلك أمرا إمرا، وأرهقني فيما ندبني إليه عسرا، لما رأيت أني لست أهلا لأن أجاز، فضلا عن أن أجيز.

ولكن البلاد إذا اقشعرت … فحق مواشيها رعي الهشيم

فأسعفته في ذلك، وإن لم أبلغ رتبة أولئك، لأن من انتسب لقوم عد مثلهم، وإن لم يحصل له ما حصل لهم، فأجزته إجازة مطلقة في كل ما أخذه عني وعممت له في جميع مقرواتي ومسموعاتي من تفسير وحديث وأصول فقه وفقه وفرائض ونحو وتصريف وبيان ومنطق وكلام وسر وحساب- إلى أن قال- بعد أن ذكر إسناده في الفقه مثل الرسالة وخليل والموطأ وأسند كل كتاب من شيخه الذي تلقاه عنه إلى مؤلف الكتاب نفعنا الله ببركات الجميع وحشرنا معهم في زمرة الصالحين والحمد لله رب العالمين وكتب عبيد ربه تعالى: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن خديم مولاي الحسن الشريف كان الله له وليا نصيرا اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015