غير واحد كالفقيه الأستاذ سيدي محمد بن عيسى المتقدم وسمعت بعضا من الشفاء للقاضي عياض على الفقيه العلامة سيدي سعيد العميري لقيته بمدينة مكناسة الزيتون وسمعت عليه أيضا هناك بعضا من التفسير، وأما العلامة المحقق الإمام القاضي الأعدل بمدينة مكناسة الزيتون أبو مدين سيدي محمد بن الحسين السوسي والفقيه الأجل العلامة ذو التآليف الشهيرة سيدى احمد بن يعقوب فلم يتفق لي الأخذ عنهما مع أني لقيتهما بالمدينة المذكورة فهؤلاء الشيوخ من الفاسيين وغيرهم هم الذين لقيتهم وأخذت عنهم، أما الفقيه العلامة شيخ الشيوخ أبو عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي فكان رحمه الله فاضلا عالما زاهدا محققا مشاركا في الفنون حسن العبارة والبيان عند الإقراء فصيح اللسان يحقق المسائل فإذا شرع في تدريس كتاب وإقرائه فإنه يعتني بتفكيك عبارته وبسطها ويتكلم مع شروحه ويبحث معهم كمختصر الشيخ خليل وغيره وكان يعتني رحمه الله عند تدريسه لمختصر الشيخ خليل بشروحه كالشيخ بهرام والحطاب والمواق والتئتائي والشيخ علي الأجهوري والزرقاني وغيرهم ويضيف إليهم توضيح الشيخ خليل لمختصر ابن الحاجب ويكثر اعتناؤه بالزرقاني فكان يبين مقفله ويوضح مجمله ويقيد مطلقه وينبه على ما فيه من خطاء وغفلة ويبحث معه كثيرا وهذه سيرته رحمه الله في جميع الكتب التي يقرئها للطلبة فتحصل لهم بسبب ذلك فوائد كثيرة وأبحاث نفيسة جليلة غير أنه رحمه الله كان يكره التطويل معه في المباحثة ولا يثبت لها وحين كنا نقرأ مختصر الشيخ خليل على شيخنا الإمام أبي علي سيدي الحسن بن رحال وكان رحمه الله يكثر المباحثة مع الشروح وغيرهم وربما عارض