وفي الحديث: (أنه أحمى حمى لجرش، وكتب لهم، فمن رعاه من الناس فماله سحت) أي: من أصاب مالًا من رعى الحمى فقد أهدرته، ودم سحت أي: هدر.
وفي الحديث: (قال لأسامة: أغر عليهم غارة سحاء وسنحاء) قوله سحاء هي فعلًا من السح وهو الصب، يقال: سحت السماء تسح: إذا صبت المطر، وشاة ساح، وقد سحت تسح: بكسر السين وفتحها وضمها.
وفي حديث الزبير - رضي الله عنه -: (فالدنيا أهون على الله من منحة ساحة).
أو قال: (سحساحة) أي: سمينة، يقال: سحت الشاة تسح سحوحة: كأنها تصب الودل صبًا.
في الحديث: (يمين الله سحاء لا يغيضها شيء) أراد: دائمة الصب، وليس له ذكر على أفعل، ومثله قول امرئ القيس:
(ديمة هطلاء فيها وطف).
لا يقال للذكر أهطل إنما يقال: سحابة هطل، ومن رواه: غارة سنحاء، أراد ظاهرة بينة من قولك: سنح لي الشيء: إذا ظهر يسنح، ومن رواه غارة مسحاء بالميم، وهي أكثر الروايات أراد: غارة سريعة قبل أن يقفوا على الخبر فيستعدوا.