يعني بالعناية ههنا الحفظ، أي لقد حفظ الله دينك وأمرك حتى خلصك، وحفظه عليك يقال: عنيت بأمرك، فأنا معني بك، وعنيت بأمرك أيضا فأنا عان.
وفي حديث علي رضي الله عنه: (كان يحرض أصحابه يوم صفين وهو يقول: استشعروا الخشية وعنوا بالأصوات) قال القتيبي: إن كان هذا محفوظا فهو معنى صحيح أراد حبسوها وأخفوها، نهاهم عن اللغط والمتعنية/ الحبس، ومنه قيل للأسير: عان.
وفي حديث الشعبي: (لأن أتعنى بعنية أحب إلى من أن أقول في مسألة برأيي) العنية: أخلاط تنعع في أبوال الإبل ثم تطلي بها الإبل من الحرب، ويقال للرجل إذا كان جيد الرأي عنية تشفى الحرب سميت عنية لطول الحبس.
قوله عز وجل: {تبغونها عوجا} العوج فيما لا شخص له يقال في الدين، والأمر عوج، وفي الحائط عوج، وفي الشجر بفتح العين.
ومنه قوله تعالى: {يتبعون الداعي لا عوج له} أي لا يقدرون أن يعوجوا عن دعائه.
وفي حديث إسماعيل عليه السلام: (هل أنتم عائجون؟ ) أي مقيمون يقال عاج بالمكان وعوج قال الشاعر:
هل أنتم عائجون بنا لغنا نرى ... العرصات أو أثر الخيام