للأمعاء أعصال لالتوائها ويقال للسهم الذي يلتوي في الرمي معصل.
ومن رباعية في خطبة الحجاج: (قد لفها الليل بعصلبي) العصلبي: الصقل من الرجال وهو الشديد، وهذا مثل ضربه لنفسه ورعيته فجعلهم بمنزلة نوق الرجل الشديد يسري بها ويتبعها ولا يركن إلى درعة، وجعل نفسه بمنزلة ذلك الرجل وقوله: لفها جمعها ويروى حثها فالليل لا فعل له، وإنما الفعل للرجل ولكنه لما وقع الفعل في الليل أضافه إليه.
قوله تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} أي بعقد نكاحهن، قال ابن عرفة: العصمة العقد، يقال: عصمة المرأة بيد الرجل أي عقدة النكاح.
وقوله تعالى: {ومن يعتصم بالله} أي يتمسك بحبل الله تعالى: وهو القرآن يقال: أصعم به واعتصم وتمسك واستمسك /إذا امتنع من غيره، ومنه قوله: (يعصمك من الناس) أي يمنعك، وقوله تعالى: {واعتصموا بالله} أي امتنعوا به من أعدائكم، والعصمة المنعة، ومنه يقال للبدرقة عصمة.
وقوله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله} أي لا مانعن وقال الكسائي: لما نفى العاصم صار بمعنى لا معدوم وصار إلا من رحم مستثنى من المعصومين الذين دل عليهم الفاعل؛ لأنه جواب من قال: من يعصمني من الله فقيل: لا عاصم، بمعناه لا يكون معصوما إلا من رحمه الله، وقال أحمد بن يحيى: العرب تسمي الخبز عاصما وجابرا، وأنشد:
فلا تلوميني وارمي جابرا ... فجابر كلفني الهواجرا