ومنه حديث أم سلمة: (إن أبا بكر وعمر ثكما الأمر؛ فلم يظلماه) أي: لم يعدلا عنه، يقال: أخذ في طريق فما ظلم يمينا ولا شمالا؛ أي: ما عدل، والمسلم ظالم لنفسه؛ لتعديه الأمور المفترضة عليه.
ومنه قوله: {ربنا ظلمنا أنفسنا} وقد يكون الظلم بمعنى النقصان؛ وهو/ راجع إلى المعنى الأول، قال الله تعالى: {وما ظلمونا} أي: ما نقصونا بفعلهم من ملكنا شيئا؛ ولكن نقصوا أنفسهم، وبخسوها حظها، قال أبو بكر: يقال: ما ظلمك أن تفعل كذا؛ أي: ما منعك.
ويقال في قوله: {فمنهم ظالم لنفسه} أي: عاص، فهو ينقص نفسه حظها من الخير على أنه موحد.
وقوله تعالى: {والكافرون هم الظالمون} قال ابن عرفة: أي: هم أظلم الظلمة، منا تقول: الشجاع من قاتل عن غيره؛ أي: ذلك نهاية الشجاعة، وكل كافر ظالم، وليس كل ظالم كافرا.
وقوله: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر} يعني شدائدهما، ويقال لليوم الذي فيه شدة: يوم ظلم، ويوم ذو كواكب؛ أي: قد اشتدت ظلمته حتى صارت كالليل، ويقال: لأرينك الكواكب ظهرا. قال الشاعر:
ويريك النجم يجري بالظهر