وهم: من أدْرك الْجَاهِلِيَّة، وزمن النبى [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، وَلم يرد فى خبر قطّ أَنهم اجْتَمعُوا بالنبى [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَلَا رَأَوْهُ، سَوَاء أَسْلمُوا فى حَيَاته، أم لَا.
وَاقْتصر النَّاظِم على الْإِسْلَام فى حَيَاته، واحدهم مخضرم، خضرم عَمَّا أدْركهُ غَيره، أى قطع، وناقة مخضرمة، قطع طرف أذنها،
وَيُقَال: إِنَّهُم لما أَسْلمُوا كَانُوا يخضرمون آذان الْإِبِل، أى يقطعونها، لتَكون عَلامَة لإسلامهم، إِذا أغير عَلَيْهِم أَو حَاربُوا، وَهُوَ يُؤَيّد كسر الرَّاء، لأَنهم خضرموا آذان [/ 164] الْإِبِل، وَيحْتَمل أَن يكون بِفَتْحِهَا، لِأَنَّهُ اقتطع عَن الصَّحَابَة، وَإِن عاصر بِعَدَمِ الرُّؤْيَة.
وَقيل: إِنَّهُم لترددهم بَين الصَّحَابَة للمعاصرة، وَبَين التَّابِعين لعدم الرُّؤْيَة، سموا بذلك وَمِنْه مخضرم لَا يدرى من ذكر هَذِه أَو أُنْثَى،
وَقيل: إِنَّه من المناصفة بَين صفتين،
قَالَ صَاحب الْمُحكم: " رجل مخضرم، إِذا كَانَ نصف عمره فى الْجَاهِلِيَّة، وَنصفه فى الْإِسْلَام "، لَكِن لَا يتمشى هَذَا على الِاصْطِلَاح، لِأَن مُقْتَضَاهُ أَن حَكِيم بن حزَام وَنَحْوه مخضرم، وَلَيْسَ كَذَلِك، وَمَا قَالَه ابْن حبَان عِنْد ذكر أَبى عَمْرو الشيبانى من أَن الرجل إِذا كَانَ فى الْكفْر، لَهُ سِتُّونَ سنة، وفى الْإِسْلَام سِتُّونَ سنة يدعى مخضرما، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ مِمَّن لَيست لَهُ صُحْبَة، بِقَرِينَة ذكره كَذَلِك عِنْد أَبى عَمْرو، وَإِلَّا فَهُوَ من أعاجيبه. والمخضرم أَيْضا: الشَّاعِر الذى أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام، مثل: لبيد. قَالَ فى " الدَّلَائِل ": المخضرم من الْإِبِل الَّتِى نتجت بَين العراب واليمانية، وَرجل مخضرم، إِذا عَاشَ فى الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام، قَالَ: وَهَذَا أعجب الْقَوْلَيْنِ إِلَى، انْتهى،
ثمَّ مَا المُرَاد بالجاهلية؟ فَقيل: مَا قبل مبعثه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] سموا بذلك لجهالاتهم، قَالَه النووى، عِنْد قَول مُسلم: وَهَذَا أَبُو عُثْمَان النهدى، وَأَبُو رَافع الصَّانِع، وهما مِمَّن أدْرك الْجَاهِلِيَّة. وَقيل: