ومن ذلك ما جاء في ترجمة (عصم) : " والاعصم: الوعل، وعصمته بياض شبه زمعة الشاة في رجل الوعل في موضع الزمعة من الشاء ".
(?) قال الازهري: " الذي قاله الليث في نعت الوعل أنه شبه الزمعة تكون في الشاء محال ".
(?) .
وتغافل عما ورد في الترجمة نفسها من قوله: " قال أبو ليلى: هي عُصْمَة في إحدى يديه من فوق الرُّسغ إلى نصف كراعه " ثم أردفه بشاهد من قول الاعشي: فأرتك كفا في الخضا * ب معصما ملء الجباره.
وذكره الرأيين يسد باب التحامل في وجه الازهري.
وأعجب من هذا كله فعلته في ترجمعة (سمع) فقد زعم أن الليث قال: " تقول العرب: سمعت أذني زيدا يفعل كذا، أي: أبصرته بعيني يفعل ذاك "، فعقب عليه بقوله: " قلت: لا أدري من أين جاء الليث بهذا الحرف، ليس من مذاهب العرب أن يقول الرجل: سمعت أذني بعني ابصرت عيني، وهو عندي كلام فاسد، ولا آمن أن يكون مما ولده أهل البدع والاهواء، وكأنه من كلام الجهمية " (?) .
وجاء ابن منظور على عادته فنقل ذلك عنه من دون تحفظ.
إذا استطاع الازهري أن يثير الدخان حول " العين " ويكدر الهواء من حوله حينا من الدهر فلن يستطيع دخانه أن يثبت أبدا فسيتبد أمام الواقع الناصع، والحقيقة المجلوة، وقد أتيح لكتاب " العين " أن يبقي، وأن يستعصي على ما أراد له الازهري وأمثاله، وأن تتداوله أقلام النساخ على تعاقب العصور شاهدا على جحود أبناء العربية لكتابها الاول كتاب " العين ".
وهذا هو النص الذي شوهه الازهري، أو جاءه مشوها ولم يتحر فيه الصواب، وهو مما اتفقت فيه نسخ العين الموجودة.