الحديث الخامس والعشرون
أخبرنا الإمام صلاح الدين محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي، وأبو حفص عمر بن أميلة المراغي، قراءة عليهما وسماعا متفرقين، قالوا: أخبرنا الفخر فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد المقدسي، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني في كتابه، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، قالت: أخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أخبرنا أبو مسلم الكشي، أخبرنا أبو عاصم عن يزيد بن ابي عبيد عن سلمة بن الأكوع، رضي الله عنه، قال: خرجت أريد الغابة فسمعت غلاما لعبد الرحمن بن عوف يقول: أخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم قلت من أخذها؟ قال غطفان وفزارة فصعدت الثنية فقلت يا صباحاه يا صباحاه ثم انطلقت أسعى في اثارهم حتى استنقذتها منهم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فقلت يا رسول الله إن القوم عطاش أعجلناهم أن يستقوا لسقيهم قال
[23/ب] يا ابن الأكوع ملكت فأسجح إن القوم غطفان يقرون.
هذا حديث صحيح متفق عليه.
أخرجه البخاري عن المكي بن إبراهيم عن يزيد بن أبي عبيد فوقع لنا بدلا له عاليا.
وأخرجه مسلم عن قتيبة عن حاتم بن إسماعيل عن يزيد عن أبي عبيد فوقع لنا عاليا بدرجتين.
قوله: يا صباحاه بضم الهاء وصلا كلمة يقولها المثتغيث وأصلها إذا صاحوا اللغارة.
وسقيهم بكسر السين وإسكان القاف اسم الشيء المسقى.
ويقرون بضم الياء وإسكان القاف وفتح الراء يصافون في أهلهم.
وقوله صلى الله عليه وسلم ملكت فاسجح هو مثل سائر للعرب معناه قدرت فسهل وأجز العفو كما قالت عائشة، رضي الله عنها لعلي، رضي الله عنه، يوم الجمل والله أعلم.