أحدها: أنَّه كان فقيراً لا مالَ له، ولا أهلَ، وكان يُلازِم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الدوام، ولا يَشْغلُه عنه شاغِلٌ مِن مال ولا أهل ولا تجارة، وربما لازمه لِيأكل معه مما أكل، ولغير ذلك من خدمته ونحوها.

وثانيها: أنَّه طال عُمُرُه، فإنه تُوفي سنةَ تسع وخمسين في قول جماعة، وأقلُّ ما قيل: إنَّه تُوفي سنة سبع وخمسين، وقد كانت تَقِلُّ الرواية وتكثر بحسب طُولِ المدة بَعْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك كانت روايةُ عمر أكثرَ مِن رواية أبي بكر.

وثالثُها: أنَّه كان فارغاً لطلب العلم، قريباً لطيفاً، حسن الأخلاق غيرَ مهيب ولا بعيد.

ورابعها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا له بالحفظ وأمره أن يبسطَ رداءه فقرأ له فيه، وأمره أن يلفَّه عليه، ففعل، فما نسي شيئاً بَعْدُ (?) رواه البخاري، ومسلم، والترمذي من حديث أبي هريرة.

وروى النسائي، والحاكم (?) نحوه من حديث زيد بن ثابت ذكره صاحبُ كتاب " سلاح المؤمن " (?) في آداب الدعاء. فلم يبق في صحته شبهة والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015