وأما حديث أبي أمامة، فقال المزي في " أطرافه " (?) رواه أبو غسان محمد بن مطرِّفٍ المدنيُّ، عن أبي الحصين (?) الفلسطيني، عن أبي صالحٍ الأشعري، عن أبي أُمامَة الباهلي بمعناه. ذكره عقيب حديث أبي هريرة.
وقال أحمد في " المسند " (?): حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن مطرِّفٍ، عن أبي الحُصين، عن أبي صالحٍ، عن أبي أُمامة بالحديث، ولم يُذكَرْ أحدٌ منهم بضعفٍ، إلاَّ أن الذهبي ذكر في " الميزان " (?) أن محمد بن مطرِّفٍ تفرَّد عن أبي الحصين، ومحمد بن مطرِّفٍ إمامٌ كبيرٌ، روى عنه الجماعة، واحتجَّ به الأئمة، لا ينكر له التَّفرُّدُ براوٍ، ولا بروايةٍ، وأبو صالح الراوي عن أبي أمامة الأشعري، ويقال: الأنصاري، والراوي عن أبي هريرة: الأشعري الشاميُّ الأزدي، ذكرهما المِزِّيُّ في " تهذيبه "، فصحَّ الحديث.
وأحاديث الثواب (?) في الآلام تشهدُ بذلك، وإلى هذا الحديث ذهب مجاهد بن جبرٍ التابعي الجليل المفسِّر، رواه عنه ابن عبد البَرِّ في " التمهيد " في تأويل الوُرود وقول مجاهد بذلك في عصر التابعين الأول يُقَوِّي صحة الحديث، وهو أقوى (?) في تأويل تَحِلَّةِ القسم المستثنى من المسِّ، لأنه لا يسمَّى مسَّاً ولو مجازاً وإن تقدَّم.