وينبغي لنا، ويجمل بنا، أن نتوقف عند هذه النقطة من هذه المقدمة لنقول:

إن ثراء الثقافة الإسلامية ...

وإن باب الاجتهاد المفتوح على مصاريعه فيها ...

وإن ترحيبها المستمر بكل الأمم والشعوب ...

إن كل أولئك كان مدخلًا تسللت منه رواسب ثقافات، وبقايا اعتقادات, ومزج من الخرافات التي لا تتفق مع الإسلام في الشكل أو في الموضوع, أرأيت إلى النهر العظيم، وهو يهدر في مجراه, وينساب قويًّا عظيمًا ليروي الظماء من البشر والحيوان والطير والقفار.

كذلك نهر الثقافة الإسلامية.

ثم ...

أرأيت إلى ما يعلق بهذا النهر من غثاء, ونباتات طفيلية, وجنادل, وصخور ناتئة من شطآنه, أو ملقاة في سبيل مد الهادر.

وإذا كان كل نهر في حاجة إلى من يطهر مجراه, ويعمقه, ويزيل ما علق بمجراه، من كل ما يعوق تدفقه واندفاعه, فكذلك الإسلام, وهذا هو دور المجددين الذين قال فيهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها"

وكلمة "من" لا تعني مجددًا واحدًا, بل تعني عشرات، ومئات، وألوف المجددين, على طول الزمان, وعرض المكان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015