أضفنا إلى مباحث هذا الكتاب الملاحق التالية زيادة في الإيضاح وإتماما للفائدة:
-1-
قد أطلق جلال الدين السيوطي في كتابه: تاريخ الخلفاء اسم الدولة الخبيثة على الفاطميين، فقال: ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيدين، لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور:
منها: أنهم غير قرشيين. وإنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام، وإلا فجدهم مجوسي، قال القاضي عبد الجبار البصري: اسم جد الخلفاء المصريين سعيد، وكان أبوه حدادا يهوديا نشابة، وقال القاضي أبو بكر الباقلاني، القداح جد عبيد الله الذي يسمى بالمهدي كان مجوسيا، ودخل عبدي الله المغرب، وادعى أنه علوي ولم يعرفه أحد من علماء النسب، وسماهم جهلة الناس الفاطميين، وقال ابن خلكان: أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبد الله جد خلفاء مصر، حتى إن العزيز بالله بن المعز في اول ولايته صعد المنبر يقوم الجمعة فوجد هناك ورقة فيها هذه الأبيات:
إنا سمعنا نسبا منكرا ... يتلى على المنبر في الجمع
إن كنت فيما تدعي صادقا ... فاذكر أبا بعد الأب السابع
وإن ترد تحقيق ما قلته ... فانسب لنا نفسك كالطائع
فإن أنساب بني هاشم ... يقصر عنها طمع الطامع
وكتب العزيز إلى الاموي صاحب الأدلس كتابا سبه فيه وهجا، فكتب إليه الأموي: أما بعد: فإنك قد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لأجبناك فاشتد ذلك على العزيز، فأفحمه عن الجواب - يعني أنه ادعى لا تعرف قبيلته.
قال الذهبي: المحققون متفقون على أن عبيد الله المهدي ليس بعلوي، وما أحسن ما قاله حفيده المعز صاحب القاهرة - وقد سأله طباطبا العلوي عن نسبهم - فذجب نصف سفيه من الغمد وقال: هذا نسبي، ونثر على الأمراء والحاضرين وقال: هذا حسبي.