ونفذ الحكم فيها بأحد الوجهين، لم يكن لنا رجوع فإن حكم القاضي في مسائل الخلاف بأحد القولين يمضيها ويرف الخلاف فيها، والله أعلم.
وأما روايتهم أن عمر قال كرهت أن أحمل فضل عقلك على الناس فهذه زيادة ليس لها أصل، من ناقص عقل. وأي عقل كان لزياد يزيد به على الناس في ايام عمر476، وغلام كل واحد من الصحابة كانأ عقل من زياد وأعلم منه، ولهذا كل من كمل عقله أكثبر من الآخر فهو أولى أن يختلط مع الناس. ويقولون: إنه كان داهية، وهي كلمة واهية، والهاء والأرب وهو المعرفة بالمعاني، والاستدلال على العواقب بالمبادئ. وكل أحد من الصحابة والتابعين فوق زياد. وتلك الروايات التي يروي المؤرخون- من كذبهم- في حيل الحرب والفتك بالناس، كل أحد اليوم يقدر على مثلها وأكثر منها، والحيلة إنما تكون بديعة وتنثي وتروى إذا وافقت الدين، وأما كل حكاية تخالف الدين فليست في روايتها ولا في رواتها خير ولا عقل. وكل الناس كما قدمنا- وخذ من ولاة بني أمية خاصة- أعقل من زياد وأفصح منه. فلا تلتفتوا إلى ما روى من الأباطيل.
***
نكتة:
والولايات والعزلات لها معان وحقائق لا يعلمها كثير من الناس. لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات عن زهاء اثنى عشر ألفا من الصحابة معلومين. منهم ألفان أو نحوهما مشاهير في الجلالة، ولي منهم أبةو بكر سعدا وابا عبيدة ويزيد وخالد بن الوليد وعكرمة بن ابي جهل ونفرا غيرهم فوقهم، وولي أنس بن مالك بن عشرين سنة على البحرين اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في عتاب477. ومتى كان استوفى