وقتل عثمان، فلم يبق على الأرض أحق بها من علي فجاءته على قدر، في وقتها ومحلها وبين الله على يديه من الأحكام والعلوم ما شاء الله أن يبين. وقد قال عمر لول علي لهلك عمر،374 375 وظهر ان فقهه وعله في قتال أهل القبلة- من استدعائهم ومناظرتهم، وتر مبادرتهم، والتقدم إليهم قبل نصب الحرب معهم، وندائه: لا تبدأوا بالحرب، ولا يتبع حول، ولا يجهز على جريح، ولا تهاج امرأة، ولم يغنم لهم مالا- وأمره بقبول شهاداتهم، والصلاة خلفهم، حتى قال أهل العلم: لولا ما جرى ما عرفنا حكم قتال أهل البغي.
وأما خروج طلحة والزبير فقد تقدم بيانه376.
وأما تكفيرهم للخلق، فهم الكفار. وقد بينا أحوال أهل الذنوب الذين ليس منهم عليها شر فلي غير ما كتاب، وشرحناها في كل باب.
فإن قيل: فقد قال العباس ي علي ما رواه الأئمة أن العباس وعليا اختصما عند عمر في شأن أوقاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال العباس لعمر: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا الظالم الكاذب الغادر الآثم