ودعائم الشريعة، الناصحون لعباد الله، الهادون من استرشد إلى الله. فأما من كان من الولاة الظلمة فضرروه مقصور على الدنيا وأحكامها.

وأما حفاظ الدين فهم الأئمة العلماء الناصحون لدين الله، وهم أربعة أصناف:

الصنف الأول- حفظوا أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم بمنزلة الخزان لأقوات المعاش.

الصنف الثاني- علماء الأصول: ذبوا عن دين الله أهل العناد وأصحاب البدع، فهم شجعان الإسلام، وأبطاله المداعسون عنه في مآزق الضلال362.

الصنف الثالث- قوم ضبطوا أصول العبادات، وقانون المعاملات، وميزوا المحللات من المرحمات، وأحكموا الجراح والديات، وبينوا معاني الإيمان والمنذوريات، وفصلوا الأحكام في الدعاوى. فهم- في الدين- بمنزلة الوكلاء المتصرفين في الأموال.

الصنف الرابع- تجردوا للخدمة، ودأبوا على العبادة، واعتزلوا الخلق. هم- في الآخرة- كخواص الملك في الدنيا.

وقد أوضحنا في كتاب سراج المريدين في القسم الرابع من علوم القرآن أي المنازل أفضل من هؤلاء الأصناف، وترتيب درجاتهم.

قال القاضي أبو بكر رضي الله عنه: وهذه كلها إشارات أو تصريحات أو دلالات أو تنبيهات. ومجموع ذلك يدل على صحة ما جرى، وتحقيق ما كان من العقلاء.

ونقول- بعد هذا البيان- على مقام آخر: لو كان هناك نص على أبي بكر362 أو على علي، لم يكن بد من احتجاج علي به، أو يحتج له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015