3- رعاية مصلحة المسترشد:

الإرشاد مهنة إنسانية تشتمل على مساعدة وعطاء وتعليم من جانب المرشد للمسترشد, وموقف الإرشاد يجمع بين المرشد بما لديه من علم وخبرة وما قد يكون عليه من جوانب يفضل فيها المسترشد "في موقف الإرشاد". والمسترشد وهو شخص لديه مشكلة أو مشغلة يحاول أن يجد المساعدة من المرشد بشأنها، فالإرشاد بذلك هو موقف تعليم وتعلم، وموقف أخذ وعطاء. ولأن المرشد هنا هو الذي يعلم وهو الذي يساعد وهو الذي يفسر وهو الذي يعطي من علمه ومن خبرته, فهو في موقف المؤتمن على المسترشد، وعليه أن يحافظ على مصالحه ويساعده على الوصول إلى بر الأمان, وإلى طريق الخير.

والمرشد عليه في هذا الصدد أن يبذل كل ما في وسعه في سبيل مساعدة المسترشد على النمو والنجاح وتجاوز المشكلات وتصحيح الأخطاء الإدراكية والسلوكية وتحسين مشاعرة وتبنِّي القيم الإيجابية. وهو في جانب من موقفه الإرشادي عليه أن يدافع عن مصالح المسترشد ويمنع عنه ما قد يقع عليه من غبن. وهو عند إعداده للتقارير عن هذا المسترشد, يأخذ في اعتباره ما اؤتمن على رعايته ورعاية مصالحه وهو المسترشد قبل أي اعتبار آخر يتعارض مع هذه الأمانة.

وفي هذا الصدد, فإن المرشد لا يدفع بالمسترشد إلى أي موقف يضره، ولا يتخذ قرارات نيابة عنه، ولا يستجيب لأي اتجاه يكون من شأنه أن يضر بالمسترشد. كما أن المرشد لا يستخدم أي إجراءات أو طرق يكون من شأنها أن تلحق ضررا بالمسترشد سواء كان ذلك بغرض التجريب أو البحث أو ما شابه ذلك، وعليه إذا وقع في ذلك أن يصحّح ما يحدث نتيجة لما قام به من إجراءات على الأفكار أو المشاعر أو السلوك لدى المسترشد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015