يتسم العمل الإرشادي بوجود الجانب الشخصي والخصوصي فيه، بمعنى أن المسترشد الذي يأتي إلى المرشد بمشكلاته وبمشاعره، فإن المرشد لكي يساعده سيحتاج إلى التعرف على كثير من الجوانب المتصلة بحياته "المسترشد" في الحاضر، وفي بعض الأحيان بالرجوع إلى الماضي، أو بالتطلع إلى المستقبل، ولكي يتم المرشد هذا العمل، فهو يحتاج إلى معلومات، وبعض هذه المعلومات قد يتحرج المسترشد من ذكرها، أو قد يخشى إن هو أدلى بها أن يسمع بها غير المرشد بشكل أو بآخر، ومن هنا فإنه من الضروري أن تكون هناك علاقة جيدة بين المرشد والمسترشد، تجعل هذا المسترشد ينمي الثقة في المرشد يوما بعد يوم وتجعله يستفيد من خبرة المرشد، ويدرك عن يقين أن هذا المرشد يعمل لمصلحته.
ويمكن القول أنه ما لم تنشأ علاقة إرشادية صحيحة، فإنه لن ينجح المرشد في جهوده الإرشادية، بل إن بعض المنظرين في مجال الإرشاد مثل كارل روجرز Rarl Rogers يرون أن الإرشاد هو علاقة، بداخلها جهد للمرشد في مساعدة المسترشد، وأن العلاقة إذا استوفت شروطا معينة مثل التقبل، والمشاركة والأصالة من جانب المرشد، وإذا أدرك المسترشد هذه الشروط، أو الخصائص في المرشد إدراكا صحيحا، فإن ثمة تغيرا في بناء الذات، وفي التعامل مع الخبرات سوف يحدث، وأن المسترشد سيحقق ما سعى إليه من الإرشاد.
والعلاقة الإرشادية هي الجانب الفني في الإرشاد، والذي عن طريقة تبرز مهارات المرشد وخصائصه، والتي تحدد إلى أي درجة ينجح المرشد في عمله.
وفي إطار العلاقة يمكن للمرشد أن يساعده على استظهار مشكلات، والتعبير عن مشاعره، وأن يساعده على الحكم على سلوكه والتعامل مع خبراته، وأن يتعرف على المشكلة ومصادرها، وأن يسهم بإيجابية في حل هذه المشكلة، وأن يتعلم أسلوب حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات، وأن يغير سلوكياته، وفيها يسهم المرشد بخبرته ومهاراته، وبذلك فإن العلاقة الإرشادية لازمة عبر مراحل الإرشاد كلها، وهي تبدأ أحيانا بتعريف المسترشد بحدودها "تنظيم العلاقة"1، وتنمو وتتغير خلال عملية الإرشاد، وقد تصادفها عقبات أثناء ذلك، وقد تنتهي إلى القوة، كما قد تئول إلى التدهور، أو تنحرف عن مجراها الصحيح، حيث يصبح لا مناص في بعض الأحيان من إنهاء العمل الإرشادي.