ثانيًا: الطرق القائمة على أساس الإشراط الكلاسيكي

مدخل

...

ثانيا: الطرق القائمة على أساس الإشراط الكلاسيكي

ترجع نشأة الإشراط الكلاسيكي "أو إشراط المستجيب" Classical Conditioning إلى أبحاث عالم الفيسيولوجيا الروسي إيفان بافلوف، حيث تبين له أنه إذا اقترن مثير محايد "ليس له صفة توليد الاستجابة التي نتناولها" مع مثير طبيعي "يستدعي الاستجابة", فإن المثير المحايد يصبح مشروطا ويؤدي ظهوره منفردا إلى حدوث الاستجابة "وتصبح استجابة شرطية".

وقد استفاد الباحثون وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية من تجارب بافلوف, واستنتاجاته في مجال التعلم حيث قام واطسون ورينر "1920" Watson & Rainer بتجربة على طفل صغير أمكنهما أن يجعلاه يخاف من مثير مشروط "فأر أبيض كان يلعب معه" بعد إشراطه لمثير طبيعي كان يحدث الخوف لديه "طرقات ذات صوت عالٍ"، كما قامت ماري كوفر جونز "1924" Jones بمحاولة لعلاج طفل آخر كان لديه خوف من فأر أبيض حيث أمكنها عن طريق الإشراط العكسي Counter Conditioning تخليص الطفل من الخوف حيث كان الطفل يجلس مع والدته ويعطى الحلوى, ثم يقرب الفأر يوما بعد يوم حتى أصبح الطفل في النهاية يلعب معه.

ورغم البدايات المبكرة للإشراط الكلاسيكي "1902" ثم الإشراط الإجرائي "1938" فإن هاتين النظريتين لم يستفد منهما إلا مع تجارب جوزيف وولبيه في جنوب إفريقيا, والتي نتج عنها إعداد مؤلفه الشهير العلاج بالكف بالنقيض "1958" والذي يعتبر بداية العلاج السلوكي المنظم.

ومن أهم الأساليب التي بُنيت على الإشراط الكلاسيكي أسلوب التخلص المنظم من الحساسية Systematic عز وجلesensitizatin والذي يستخدم بنجاح في خفض الخوف والقلق. وكذلك أسلوب العلاج بالتنفير صلى الله عليه وسلمversive Therapy وأسلوب التدريب على السلوك التوكيدي صلى الله عليه وسلمssertive Training.

وعلى الرغم من أن أسلوب التخلص المنظم من الحساسية يفسر أساسا عن طريق الإشراط الكلاسيكي, فإن هناك من يفسره عن طريق الإشراط الإجرائي, والذي يهمنا كمرشدين أو معالجين هو الطريقة وكيفية تطبيقها أكثر من الاهتمام بالمدرسة النظرية التي تفسر النتائج أو العملية من خلالها.

وقد تطورت طريقة التخلص المنظم من الحساسية تطورا كبيرا حيث أصبحت تجري على أساس معرفي Cognitive اعتمادا على التخيل Imagery بدلا من الاكتفاء باستخدامها مع أشياء واقعية أو حية In vivo.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015