كذلك نجد أن بعض السلوكيات تخضع تماما لما يسبقها من أحداث "مثيرات"، وعلى سبيل المثال فإن بعض الأشخاص الذين يعانون من شَرَه في تناول الطعام، إنما يتناولون الطعام لمجرد رؤية منظره وليس نتيجة لجوع حقيقي. وعند علاج هؤلاء الأفراد فإننا نركز على استبعاد الضبط الذي اكتسبه منظر الطعام "المثير" على سلوك الأكل.
إن الناس يقومون بسلوك مختلف قليلا تحت ظروف متشابهة مع وجود مثيرات تختلف قليلا نتيجة لقدرتهم على التمييز, وكنتيجة لوجود عملية ضبط من جانب المثير "الذي يقومون بتمييزه" على السلوك.
ومن أمثلة ذلك ما نشاهده في المدارس الابتدائية من أن التلاميذ يحتفظون بهدوئهم حين يكون المدرس داخل حجرة الدراسة, بينما لا يفعلون ذلك وهو خارج الحجرة حتى لو كان واقفا على بابها، والموظف يهتم برضاء رئيسه في العمل ولا يهتم بإرضاء غيره ممن هم في نفس المستوى الوظيفي لرئيسه.
وفي مجال الإرشاد, فإن التدريب على السلوك التوكيدي صلى الله عليه وسلمssertive رضي الله عنهehavior يقوم على أساس استخدام مهارات التمييز لدى المسترشدين كجزء من عملية الإرشاد حتى يتم تدريبهم على التعرف على المؤشرات المختلفة من المواقف المتنوعة التي تستدعي استخدام مهارات السلوك التوكيدي.
إن الطريقة الإجرائية في التمييز ذات أهمية عملية كبيرة عندما يلاحظ وجود إخفاق في التمييز, وحينئذ نحتاج إلى أن ندرب المسترشد على أن يتعلم أن يستجيب لأفضل المثيرات التي يتوقع معها تعزيز السلوك.