...
الفصل الثامن: إعداد الأهداف في إطار عملية الإرشاد:
مقدمة:
فيما عرضناه من تعريفات للإرشاد، نلاحظ دائمًا أن هناك شيئا ما يسعى إليه المرشد -وهذا الشيء يدور أساسًا حول مساعدة المسترشد الذي جاء يطلب هذه المساعدة المتخصصة.
إذن المسترشد يأتي للإرشاد بحاجة ما، أو مشكلة ما أو مشغلة تشغله، وبذلك فإنه يتوقع نتيجة معينة، أو مجموعة من النتائج، وكذلك فإن المرشد يدخل إلى هذه العملية ومعه مهاراته، وإمكاناته والعلاقة التي يكونها مع المسترشد، وفي ذهنه شيء ما يود أن يحدثه ...
ذلك الشيء الذي يبحث عنه المسترشد، وذلك الشيء الذي يحاول المرشد أن ينجزه هو ما يمكن أن نطلق عليه هدف الإرشاد، أو أهداف الإرشاد.
ويمكن أن ننظر لأهداف الإرشاد على أنها تقع في ثلاثة مستويات رئيسية، ففي المستوى الأول نجد أن المرشدين يتفقون على أن الإرشاد يهدف إلى إحداث مجموعة من التغييرات في حياة المسترشد، وهي ما يمكن أن نطلق عليه "الأهداف العامة للإرشاد"، وفي المستوى الثاني فإن المرشد نتيجة توجهه النظري يتبنى الهداف، أو الأهداف التي تحددها له النظرية التي يتبناها في عمله، ويمكن أن نطلق على هذا المستوى "الأهداف الموجهة للمرشد"، وفي المستوى الثالث فإن المسترشد، والمشكلة التي يأتي بها للإرشاد تفرض على المرشد أن يعد أهدافا خاصة لهذا المسترشد، ولكل مسترشد على حدة، وهي التي توجه المرشد في اختيار الإسترتيجية، أو الإستراتيجيات التي تساعد على تحقيقها، ويمكن أن نطلق على هذه الأهداف "الأهداف الخاصة، أو أهداف النتائج Outcome goals".
وسوف نتناول كل واحد من هذه الأنواع بشيء من الإيجاز: