ها نحن قد بدأنا الإرشاد أو العلاج مع المقابلة الأولى، ومن خلال العلاقة ندع للمسترشد فرصة عرض مشكلته.
حين يبدأ المسترشد في التعبير عن مشكلاته أو مشغولياته، فإنه يقول على سبيل المثال:
"لا أحد يحبني، لا أحد في البيت يفهمني، لا أحد في المدرسة يريد أن يصاحبني".
"لقد كنت مثالا للطلاب في المدرسة من حيث الانتظام في أداء الواجبات والحصول على الدرجات العالية، والآن لا أعرف ماذا حدث لي، تدنت درجاتي ولم أعد أطيق المدرسة".
هذه العبارات لا تصف المشكلات التي يعاني منها المسترشد وصفا كاملا، وهي تتسم إلى حد ما بأنها مبهمة -ومن هنا يبدأ دور المرشد في محاولاته لتحديد المشكلة بشكل أدق من خلال استخدامه للعلاقة الإرشادية، ومهاراته في الملاحظة والإصغاء، وباستخدام الجوانب العلمية التي تدرب عليها، والتعامل مع مصادر مختلفة وباستخدام الأدوات المناسبة، وليصل بصورة أو أخرى إلى تحديد صورة أقرب ما تكون إلى الواقع لمشكلة المسترشد، وتعرف هذه الإجراءات في بعض الأحيان بالتشخيص عز وجلiagnosis اشتقاقا من النموذج الطبي، كما يطلق عليها البعض بناء نموذج للمشغوليات "ستيوارت وزملاؤه 1978" رضي الله عنهuilding Model for Concerns كما يسميها البعض التعرف على المشكلة، وتحديدها انطلاقا من نموذج حل المشكلات، "مثل ديكسون وجلوفر 1984" أو تقدير السلوك صلى الله عليه وسلمssessment of رضي الله عنهehavior كما تعرف في العلاج السلوكي، أو تصوير المشكلات كما يطلق عليها كورميير وكورميير "1985"، وهو التعبير الذي اخترناه في النموذج الحالي، والذي سنناقشه في هذا الفصل.