ويروى عن أبي عبيدة أنه قال: اتفقوا على أن أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثة: المتلمس، والمسيب بن علس، وحصين بن الحمام المري، وأما أصحاب الواحدة فطرفة أولهم عند الجمحي، وهو الحكم الصواب.
ومنهم عنترة، والحارث بن حلزة، وعمرو بن كلثوم، من أصحاب المعلقات المشهورات، وعمرو بن معدي كرب، صاحب:
أمن ريحانة الداعي السميع.
والأسعر بن أبي حمران الجعفي صاحب المقصورة:
هل بان قلبك من سليمى فاشتفى؟.
وسويد بن أبي كاهل، صاحب:
بسطت رابعة الحبل لنا.
والأسود بن يعفر، صاحب:
نام الخلي فما أحس رقادي
وله شعر كثير، إلا أنه لا ينتهي إلى قصيدته هذه.
وكان امرؤ القيس مقلاً، كثير المعاني والتصرف، لا يصح له إلا نيف وعشرون شعراً بين طويل وقطعة، ولا ترى شاعراً يكاد يفلت من حبائله، وهذه زيادة في فضله وتقديمه.