لأن أمهم الخشناء بنت برة فيما يقال رأت في المنام كأن ثلاث جمرات خرجت منها، قال أبو عبيدة: فطفئت من الجمرات اثنتان: الحارث بن كعب حالفت في غطفان، وضبة حالفت الرباب وسعداً، وبقيت عبس لم تطفأ؛ لأنها لم تحالف، وأما الجاحظ فجعلها عبساً وضبة ونميراً. وأشار إلى أن في تميم جماراً أيضاً، وصرح بذلك المفضل، فقال: هم بنو يربوع، وزعم الفرزدق أنهم بنو العدوية، نسبو إلى أمهم، وهم زيد، وصدى، وجشيش، بنو مالك بن حنظلة، وزعم آخرون أنهم بنو مالك بن خزيمة بن تميم بن جل بن عبد مناة بن أد، غير أنهم جعلوا مكان جشيش يربوعاً، ومن الجمرات التي لم تطفأ عند بعضهم نمير بن عامر بن صعصعة؛ لأنهم لم يحالفوا أحداً من العرب.
قال الجاحظ: إنما قيل لكل واحد منها جمرة؛ لأنهم تجمعوا حتى قووا على عدوهم واشتدوا، قال: ويجوز أن يكون اشتقاقه من تجمير المرأة شعرها، وإذا ضفرته قيل: قد جمرته؛ وقال غيره: ومنه " خف مجمر " إذا كان مجتمعاً شديداً.
طهية بنت عبشمس بن سعد ولدت لمالك بن حنظلة عوفاً، وأبا سود، وربيعة، وآخر لم يعرفه ابن الكلبي، فعرف أولادها بها.
والموالي ثلاثة: مولى اليمين المحالف، ومولى الدار المجاور، ومولى النسب ابن العم والقرابة. قال الشاعر:
نبئت حياً على نعمان أفردهم ... مولى اليمين ومولى الدار والنسب
قد أثبت في هذا الباب ما تأدى إلى من أيام العرب ووقائعهم، مستخرجة من النقائض وغيرها، ولم أشرط استقضاء وغيرها، ولم أشرط استقضاءها، ولا ترتيبها؛ إذ كان في أقل مما