قل للخليفة إن جئته ... نصيحاً ولا خير في المتهم
إذا أيقظتك حروب العدا ... فنبه لها عمراً ثم نم
فتى لا يبيت على دمنة ... ولا يشرب الماء إلا بدم
دعاني إلى عمر جوده ... وقول العشيرة بحر خضم
ولولا الذي زعموا لم أكن ... لأمدح ريحانة قبل شم
وله يقول أبو العتاهية:
إن المطايا تشتكيك لأنها ... قطعت إليك سباسباً ورمالا
وقد مرت هذه الأبيات فيما مضى من هذا الكتاب.
قال أبو عبيدة: لم يمدح أحد قط بني كليب غير الحطيئة بقوله:
لعمرك ما المجاور في كليب ... بمقصي الجوار ولا مضاع
هم صنعوا لجارهم وليست ... يد الخرقاء مثل يد الصناع
ويحرم سر جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع
وكانت قيس تفتخر على تميم؛ لأن شعراءهم تضرب المثل بقبائل قيس ورجالها فأقامت تميم دهراً لا ترفع رءوسها حتى قال لبيد:
أبني كليب كيف تنفي جعفر ... وبنو ضبينة حاضرو الأجباب
قتلوا ابن عروة ثم لطوا دونه ... حتى يحاكمهم إلى جواب
يرعون منخرق اللديد كأنهم ... في العز أسرة حاجب وشهاب
متظاهري حلق الحديد عليهم ... كبني زرارة أو بني عتاب
قوم لهم عرفت معد فضلها ... والفضل يعرفه ذوو الألباب
وقال زبان بن منصور الفزاري:
فجاءوا بجمع محزئل كأنهم ... بنو دارم إذ كان في الناس دارم