ولا ألومك إن لم يمضه قدر ... فالشيء بالقدر المحتوم مصروف
وأما ما ناسب قول محمد بن يزيد الأموي لعيسى بن فرخان شاه؛ إذ يقول له مستبطئاً:
أبا موسى، سقى أرض ... ك دان مسبل القطر
وزاد الله في قدر ... ك ما أخملت من قدري
لقد كنت أرجيك ... لما أخشى من الدهر
فقد أصبحت من أوك ... د أسبابي إلى الفقر
أترضى لي بأن أرضى ... بتقصيرك في أمري؟
وقد أفنيت ما أفني ... ت في شكرك من عمري
مواعيد كما أخبت ... سراب المهمه القفر
فمن يوم إلى يوم ... ومن شهر إلى شهر
فلم أحصل على قيم ... ة ما قلمت من ظفري
لعل الله أن يصن ... ع لي من حيث لا أدري
فألقاك بلا شكر ... وتلقاني بلا عذر
ولا أرجوك في الحالي ... ن لا العسر ولا اليسر
فهذا هو العتاب الممض، والتوبيخ الذي دونه الجلد بالسوط، بل بالسيف!! ومما صنعته في العتاب على هذا الشكل بعد اليأس المستحكم على ما شرطته:
رجوتك للأمر المهم وفي يدي ... بقايا أمني النفس فيها الأمانيا
فساوفت بي الأيام حتى إذا انقضت ... أواخر ما عندي قطعت رجائيا
وكنت كأني نازف البئر طالباً ... لإجمامها أو يرجع الماء طافيا
فلا هو أبقى ما أصاب لنفسه ... ولا هي أعطته الذي كان راجيا