ومما اخذ الكميت قوله يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
فاعتتب القول من فؤادي والش ... عر إلى من إليه معتتب
إلى السراج المنير أحمد لا ... يعدلني رغبة ولا رهب
عنه إلى غيره ولو رفع الن ... اس إلى العيون وارتقبوا
وقيل: أفرطت، بل تقصدت، ولو ... عنفني القائلون أو ثلبوا
إليك يا خير من تضمنت ال ... أرض ولو عاب قولي العيب
لج بتفضيلك اللسان ولو ... أكثر فيك الضجاج والصخب
قالوا: من هذا الذي يقول في مدح النبي صلى الله عليه وسلم أفرطت، أو يعنفه، أو يثلبه، أو يعيبه، حتى يكثر الضجاج والصخب؟!! وهذا كله خطأ منه، وجهل بمواقع المدح، وقال من احتج له: لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أراد علياً رضي الله عنه، فورى عنه بذكر النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من بني أمية.
ومن الشعراء من ينقل المديح عن رجل إلى رجل، وكان ذلك دأب البحتري، وفعله أبو تمام في قصائد معدودة؛ منها: قدك أتئب أربيت في الغلواء نقلها عن يحيى بن ثابت إلى محمد بن حسان، فأما الذي قال: " هن بنياتي أنكحهن من شئت " فهو معذور إن لم يثب، فأما إن أثيب فذلك منه قلة وفاء، وفرط خيانة.
والإفتخار هو المدح نفسه، إلا أن الشاعر يخص به نفسه وقومه، وكل ما حسن في المدح حسن في الافتخار، وكل ما قبح فيه قبح في الافتخار؛ فمن أبيات الافتخار قول الفرزدق: