وكوني إذا مالوا عليك صليبة ... كما أنا إن مالوا علي صليب
فالبيتان جميعاً مسهمان. وقال دعبل:
وإذا عاندنا ذو نخوة ... غضب الروح عليه فعرج
فعلى أيماننا يجري الندى ... وعلى أسيافنا تجري المهج
ليس يجهل أحد بعد معرفة البيت الأول من هذين البيتين قافية الأخر منهما.
ومن جيد التسهيم قول بعضهم:
لو أنني أعطيت من دهري المنى ... وما كل من يعطي المنى بمسدد
فقلت لأيام مضين: ألا ارجعي ... وقلت لأيام أتين: ألا ابعدي
وكذلك قول الآخر وهو مليح:
حبيبي غداً لا شك فيه مودع ... فو الله ما أدري به كيف أصنع
فيا يوم لا أدبرت هل لك محبسٍ ... ويا غد لا أقبلت هل لك مدفع
إذ لم أشيعه تقطعت حسرة ... ووا كبدي إن كنت ممن يشيع
أردت البيت الأخير.. وما أظن هذه التسمية إلا من تسهيم البرود، وهو أن ترى ترتيب الألوان فتعلم إذا أتى أحدها ما يكون بعده. وأما تسميته توشيحاً فمن تعطف أثناء الوشاح بعضها على بعض وجمع طرفيه، ويمكن أن يكون من وشاح اللؤلؤ والخرز، وله فواصل معروفة الأماكن، فلعلهم شبهوا هذا به، ولا شك أن الموشحات من ترسيل البديع وغيره إنما هي من هذا، وبعض الناس يقول: إن التوشيج بالجيم، فإن صح ذلك فإنما يجيء من " وشجت العروق " إذا اشتبكت، فكأن الشاعر شبك بعض الكلام ببعض.. فأما تسميته المطمع فذلك لما فيه من سهولة الظاهر وقلة التكلف، فإذا حوول امتنع وبعد مرامه.