النجاد، وكثير الرماد، وما يشاكلهما فهو من هذا الباب. وقالت ليلى الأخيلية:
ومخرق عنه القميص تخاله ... وسط البيوت من الحياء سقيماً
أرادت أنه يجذب ويتعلق به للحاجات لجوده وسؤدده وكثرة الناس حوله، وقيل: إنما ذلك لعظم مناكبه، وهم يحمدون ذلك.
ومن عجيب ما وقع في هذا الباب من التجاوز قول أوس بن حجر:
حتى يلف نخيلهم وبيوتهم ... لهب كناصية الحصان الأشقر
أراد الحرب التي هي المقصود بالصفة، هكذا الرواية الصحيحة، وبهذا التفسير فسره جلة العلماء وهم الأكثر، وقال آخرون: بل إنما أغراه بإحراق النخل والبيوت ففعل، ولا يكون على هذا الرأي الآخر من هذا الباب.
ومن التجاوز قول رؤبة بن العجاج يصف حوافر الخيل: سوى مساجيهن تقطيط الحقق أراد أن يشبهها بالمساحي فجعلها أنفسها مساحي، يريد العظم.
ومثله قول ابن دريد:
يدير إعليطين في ملمومة ... إلى لموحين بألحاظ اللأى
أراد أن يشبه أذن الفرس بالإعليط وهو وعاء ثمر المرخ فجعل الأذن نفسها إعليطاً، كما فعل رؤبة في المساحي، ومثله كثير.
ومما يدخل في باب التجاوز قول النابغة:
تقد السلوقي المضاعف نسجه ... وتوقد بالصفاح نار الحباحب