)
575 - وَقَالَ القَاضِي أَبُو يعلى أَيْضا بعد أَن ذكر حَدِيث الْجَارِيَة الْكَلَام فِي هَذَا الْخَبَر فِي فصلين أَحدهمَا جَوَاز السُّؤَال عَن الله سُبْحَانَهُ بأين هُوَ وَالثَّانِي جَوَاز الْإِخْبَار عَنهُ بِأَنَّهُ فِي السَّمَاء وَقد أخبرنَا تَعَالَى أَنه فِي السَّمَاء فَقَالَ {أَأَمِنْتُمْ من فِي السَّمَاء} وَهُوَ على الْعَرْش وسرد كلَاما طَويلا لكنه سَاق أَحَادِيث سَاقِطَة لَا يسوغ أَن يثبت بِمِثْلِهَا لله صفة // وَكَانَ آيَة فِي معرفَة مَذْهَب الإِمَام أَحْمد صنف التصانيف الفائقة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ عالي الْإِسْنَاد سمع من عَليّ بن عمر الْحَرْبِيّ وَطَائِفَة وعاش نيفاً وَثَمَانِينَ سنة
576 - قَالَ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الْبَيْهَقِيّ صَاحب التصانيف فِي كتاب المعتقد لَهُ بَاب القَوْل فِي الاسْتوَاء قَالَ الله تَعَالَى {الرَّحْمَنُ على الْعَرْش اسْتَوَى} وَقَالَ {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} {وَهُوَ القاهر فَوق عباده} {يخَافُونَ رَبهم من فَوْقهم} {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب} {أأمنتم من فِي السَّمَاء} وَأَرَادَ من فَوق السَّمَاء كَمَا قَالَ تَعَالَى {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} وَقَالَ {فسيحوا فِي الأَرْض} أَي على الأَرْض
وكل مَا علا فَهُوَ سَمَاء أَعلَى وَالْعرش أَعلَى السَّمَاوَات فَمَعْنَى الْآيَة أأمنتم من على الْعَرْش
كَمَا صرح بِهِ فِي سَائِر الْآيَات
وَفِيمَا