هكذا يرون النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما تقدم قريبا وسيأتي قريبا كذلك عن أركون ونصر أبي زيد، وسيأتي عنهم وعن غيرهم في الفصل الذي خصصته لطعنهم في النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة.

وزعم الجابري أن النجاشي كان على مذهب الأريوسية، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد علم ذلك ولذلك أرسلهم إلى هناك (?).

وهكذا يتم نسج شبكة بتلفيقات من هنا وهناك، ثم يزعمون أن هذا هو البحث العلمي.

بل ذهب أبعد من هذا فجعل أنه كان لأجداد النبي - صلى الله عليه وسلم - علاقة بملوك الحبشة (?).

وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أخواله من اليمن (?).

وأنه كانت هناك مراسلات بين النبي - صلى الله عليه وسلم - والنجاشي (?).

وذكر قبل هذا حركة الحنفاء الذين يبحثون عن دين إبراهيم كزيد بن عمرو بن نفيل وغيره.

ليخلص من كل هذا إلى أن الأمر ليس تبشيرا بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، «بل إن المسألة كانت تتعلق في الواقع بوجود تيار ديني توحيدي قام في وجه نظرية التثليث التي رسمته المجامع الكنسية برعاية أعلى السلطات في الامبراطورية البيزنطية، تيار توحيدي اكتسى طابع المعارضة الفكرية والسياسية، وبالتالي الدينية لدولة الاحتلال البيزنطي ومذهبها الديني، من طرف شعوب الضفة الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط» (?).

هذا هو المصرح به، والمسكوت عنه في خطاب الجابري هو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به من قرآن وإسلام هو امتداد لهذا التيار المعارض لا أقل ولا أكثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015