بأس بتوجيه ضربات موجعة له لأنه نص من النصوص، ولأنه نص تاريخي (?).
فالنصوص عنده سواء بغض النظر عن قائلها أو كاتبها (?) ولأن النص يتصف بالخداع والمخاتلة، وله ألاعيبه السرية وإجراءاته الخفية كما قال (?)، التي يمارس من خلالها آلياته في الحجب والتبديل (?)، فلا ينبغي في نظره التعامل مع النصوص بما تقوله وما تخفيه وتستبعده (?).
وهكذا يرى نصر أبو زيد، فالقرآن عنده نص لغوي، مثله مثل أيّ نص أدبي آخر، يقرأ كما يقرأ أيّ نص شعري أو نثري وينقد بل ينقض ويزيف، ولا تحفظ له أيّة حرمة أو قداسة، أو بمعنى آخر: إن دراسته إنما تخضع لمعطيات الدرس الأدبي (?).
وعلي حرب يرى في منهج نصر أبي زيد هذا أنه في منتهى الخفة والتهور (?).
لا لأنه ينقد كلام الله، ولكن لأنه يكتفي باستخدام منهج واحد في الدراسة والنقد، وكان عليه في نظر حرب استخدام كافة الأدوات والمناهج الحديثة كالمنهج السيميائي والأركيولوجي والتحليل السوسيولوجي والنقد التاريخي كما يفعل أركون.
كان علماؤنا المتقدمون يقرأون القرآن بمناهج ابتكروها وأنشأوها دون أية