ولا يفوتني هنا التنبيه إلى أن الاستقلال عند العلمانيين من الاستعمار يقف عند حدود الاستقلال السياسي، كما بين محمد عمارة في الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين (13)، وزاد أن بعضهم قد يدعو إلى قدر من الاستقلال الاقتصادي ولكنهم يعادون ما نسميه الاستقلال الحضاري، استقلال الهوية المتميزة عن هوية الغرب. . ولذلك فإن الاستقلال الذي يدعون إليه هو في حقيقته استقلال الوطن عن ماضيه وتراثه ومكوناته الإسلامية وعن محيطه الإسلامي.
وزاد مؤكدا أنهم عندما يدعون هذا الوطن الذي يعزله هذا الاستقلال عن هويته الإسلامية وعن أمته الإسلامية، عندما يدعونه إلى تبني الخيار الحضاري الغربي، فإنهم يدعونه إلى الالتحاق والإلحاق الحضاري بالمركز الغربي ... فهي حقيقة - والحال هذه - دعوة للتبعية وليست للاستقلال ... ودعاتها هم عملاء لحضارة الغرب، حتى وإن رفعوا شعارات الاستقلال عن الاستعمار السياسي الغربي لأوطانهم.
السبب الثاني: الصحافة الموالية للاستعمار (?).
كان للصحف الموالية للاستعمار دور كبير في تربية الشعب على الطريقة التي أرادها المستعمر، إذ كانت تعمل دائبة على إقناع الناس بضرورة احترام المحتلين لما نالت البلاد بزعمهم من خير على أيديهم.
وطالبوا بالارتباط بالحياة الأوروبية وضرورة تعليم الأبناء على الأساتذة الأوروبيين.