قادر على التجاوز والاختيار الأخلاقي الحر، أي أنه يتم تفكيكه وتسويته بالكائنات الأخرى. فمرجعيته النهائية مادية كامنة، وهو إنسان يتم اختزاله إلى بعد واحد (البعد المادي).
والحاصل كما يرى المسيري أن العلمانية الشاملة ليست مجرد فصل الدين عن الدولة، أو عما يسمى الحياة العامة، وإنما هي فصل لكل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية (المتجاوزة لقوانين الحركة المادية والحواس) عن العالم، أي عن كل الإنسان (في حياته العامة والخاصة) بحيث يصبح العالم مادة نسبية لا قداسة لها.
وعرف المسيري في ندوة لندن حول سقوط العلمانية والتحدي الإسلامي (يونيو 1994) بأنها فصل كل المطلقات الأخلاقية والمعرفية والإنسانية عن الدنيا، بحيث تصبح كل الأمور نسبية، والتعبير الفلسفي لذلك هو: إن العلمانية تعني أن العالم مكتف بذاته، وأنه يحوي داخله كل ماهو ضروري لإدراكه والإفادة منه، وأن عقل الإنسان قادر على فهم كامل للطبيعة وعلى تحقيق السيطرة التامة عليها، وهو قادر وحده على إدارة العالم وتأسيس نظمه المعرفية والأخلاقية، وليس بحاجة إلى أي شيء آخر خارج النظام الطبيعي المادي وفي هذه الحالة تصبح مرجعية الإنسان كامنة في ذاته (?).
من هنا ذهب المسيري إلى أن العلمانية الشاملة والامبريالية صنوان، لأسباب ذكرها في كتابه (?).
وأهم تلك الأسباب: