التقليدي إلى النمط الحديث، والتحول من عالم الريف والبادية إلى المدينة المفتوحة، دون أن يكون ذلك مشفوعا بالضرورة بانتقال نحو ثقافة العلمنة أو القطع مع التصورات والمسلكيات الدينية على نحو ما تدعي نظريات العلمنة غالبا.
وقد اعترف محمد أركون في نحو نقد العقل الإسلامي (270) بالفرق بين الحداثة الفكرية والثقافية، والحداثة المادية والتكنولوجية والمعلوماتية وأن الأولى تثير اشتباه رجال الدين، والثانية تثير شهيتهم.
ورغم وضوح هذه الحقيقة للأعمى والبصير، فإن علمانيا مثل القمني (?) اعتبر أن العلمانية أنتجت العلوم التقنية والطب الحديث والسيارات الفاخرة والطائرة، وقضت على الكوليرا والسل وغيره. بينما الأديان لم تفعل شيئا من ذلك رغم طِبِّها النبوي وغيره (?).
بهذه البساطة، بل الضحالة يكتب، مع وضوح الفرق بين العلم الذي لا علاقة له لا بدين ولا مذهب ولا شيء. وبين العلمانية كموقف سياسي واجتماعي واقتصادي مناهض للدين.
ومن أَلِف القمامة واعتاد عليها ليس من السهل عليه التفريق بين الإنتاج العلمي الذي يقوم به المتدين وغيره وبين الموقف الفلسفي.
ولكن لا بأس أن نسوق له خبرا هاما كتبه علماني مثله يلقمه أحجارا لا حجرا واحدا: