وماذا عن حقوق الإنسان يا ابن السربون؟ أليس النظام الذي تريد أن تعممه علينا نظاما بوليسيا قمعيا استبداديا باعتراف المنظمات الفرنسية التي توجد بين أظهرها وتكتب في كل وقت عنه؟.

انظر كيف يتغاضى العلمانيون بعضهم عن بعض، فالهم الإيديولوجي فوق حقوق الإنسان والحريات العامة، أو لنقل إن العلمانية مقدسة وفوق كل الاعتبارات، وما دامت ستطبق فلا يهم بأية وسيلة، ولا بأس أن تكون على أشلاء الناس وجثثهم فضلا عن حقوقهم وآدميتهم.

وكانت العلمانية الفرنسية وعلى رأسها ساركوزي أكبر داعم للطاغية ابن علي، طوال 23 عاما. ولزمت الصمت طوال 23 يوما من القتل والقمع إبان الثورة.

وقد أدان مجموعة من السياسيين والحقوقيين الفرنسيين هرم السلطة السياسية الفرنسية العلمانية تواطؤهم مع الطاغية.

ولأن العلمانيين لا أيمان لهم، رفض ساركوزي استقبال صديقه الجلاد ابن علي، {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} الحشر16 (?).

والثانية: إذا كانت محاكمة العلماء في محاكم التفتيش من أهم الأسباب التي أفرزت العلمنة في الغرب، فإنه لم يحاكم عالم لبحوثه العلمية في التاريخ الإسلامي باعتراف العلماني محمد أركون في تاريخية الفكر العربي (25).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015